RSS

هل شعرت .. “سيادة الريّس” ؟؟

لا يبدو لي أنك قرأت مسرحية “الوزير العاشق” لابن بلدك الشاعر فاروق جويدة .. حين يصرخ على لسان ابن زيدون في وجه الملك: “أريـد حكاما يصونون البلد” !! ..  لو كنت قرأتها لربما أثرت فيك كلمات ولّادة وهي تقول: “إن كنت تحلم بالحياة .. وبالرخاء .. فلديك هذا الشعب .. حاول أن تعيد له الحياة” ..
سيادة الريّس: تجاهلت مظالمهم .. أغمضت  طرفك عن جوعهم وتهالك مساكنهم .. أهملت وأفسدت .. فخرج الـغلابا يهتفون: “يسقط يسقط حسني مبارك” .. خرجت أرواح عدد منهم .. ولكنك سقطت !

سيادتك .. في اللحظات التي نطق فيها عليك بالسجن المؤبد .. وأنت تتخيل كيف ستقضي أيامك البطيئة المقبلة بين جدران مهترئة تخرج منها رائحة الغبار .. وأنت تضع نظارات سوداء على عينيك تخفي بها الحزن الساكن هناك .. والضعف والحسرة التي أرهقتهما طويـلاً … والأشهر الطويلة المؤلمة التي محت فرح الثلاثين عاما المنصرم ..

خلال هذه اللحظات سيادة الريس .. هل أدركت كم هو مؤلم “الإحساس بالضعف” ؟ وكم هو خانق أن يراك العالم أجمع بكل هذه الخيبة ؟ ..

هل أدركت الآن  مقصد معمر القذافي حين قال بلهجته الباردة وكأنه يسخر منكم بتساؤلاته تلك: “أبو عمار قعد في الأسر كم عام واحنا نتفرج عليه ونعقد القمة بدون أبو عمار ..ليش ما قلنا القمة ما تنعقدش لغاية ما يطلع بو عمار من الأسر ؟؟ ليش ما نحقق في مقتل بو عمار؟ وليش ما نحقق في شنق صدام حسين؟ … ” ..

محمد حسني السيد مبارك .. في الوقت الذي كان يصرخ القذافي بهذه الكلمات ويضرب بيده على طرف الطاولة التي يضع عليها أوراقا لا يقرؤها .. كنت أنت تضحك وتهز كتفيك من شدة الضحك.. ساخرا أومتعجبا من حماقة هذا المعتوه .. كنت تظن أنه “مستر بن” القمم العربية .. وليس في حديثه قيمة تدرك … سوى فرفشة الرؤساء والزعماء والقادة والملوك و… ، الذين لم يخلصوا لشيء كما يخلصون لأرصدتهم وحساباتهم البنكية.. !
أيا كانت نظرتك تجاه هذا الرجل .. وأيا كان رأيك فيه ..فقد قُتل القذافي مستضعفًا .. ونال استعطاف الكثير .. عاش بقضية، وقتل وماتزال برأسه نفس القضية .. فماذا كسبت أنت ؟

سيادة الريّس..

وأنت في أشد لحظات حياتك ضعفا وبؤسا وحسرة .. هل شعرت الآن بشجاعة صدام حسين وهو واقف يستعد لتُخرج روحه رغما عنها ووجهه الصارم بذات الملامح والتفاصيل؟ هل تعجبت الآن كيف استطاع أن يحافظ هذا الرجل على رباطة جأشه ؟؟ .. هل عرفت من أين جاء بتلك الشجاعة التي خلقت منه بطلا قوميا في لحظات لا يملك فيها أي شجاع أن يحافظ على صورته الشجاعة تلك أمام الناس ؟

حسنا .. كيف هي مشاعرك الآن والشعب خلف جدران المحكمة يرفع صورا لحبل المشنقة ويصرخ عاليا مطالبا بإعدامك؟ هل شعرت بعقوبة الله لك بينما ملايين في الخارج ترجو مشاهدة رأسك يتدلى في حبل المشنقة أو مفصولا تحت حد المقصلة ؟ إنه شعور مخزٍ للغاية أن تمر بكل هذه النكسات وأن تخسر سنوات من عمرك ظننت أنك ستقضيها في أحد قصورك التي دللتها طوال عمرك المنصرم في شرم الشيخ .. ستنهار أعصابك حتما وأنت تفكر مالذي ستفعله بين القضبان والجدران المهترئة .. بالمناسبة : هل تجيد فن النحت أو الرسم ؟ ربما ستحتاجه لتزين تلك الجدران بأشكال التحف والسلع التي ضللت تجمعها فيما مضى من عمرك الملون …

….

الحمدلله أنه لم يحكم عليك بالإعدام .. في الحقيقة لا أحب أن تطبق عقوبة الإعدام على أحد أيا كان جنح المجرم .. لكن ليس لهذا السبب لا أريدك أن تعدم .. بل حسدا حتى لا تتعاطف معك قلوب الناس وحتى لا أشعر أنا بعد حين بالشفقة عليك وأندم على موقفي تجاهك .. إنسانيا فقط … ربما يجب أن تعيش بضع سنوات مقبلة لتشعر ببؤس الغلابا الذين أقصيتهم وغربتهم في وطنهم  .. هل شعرت بهم الآن ؟؟

لم أكلف على نفسي بكتابتي البطيئة هذه لأشمت بك .. لكن لتلك اللحظات اللي أهابتني جدا في جو المحكمة ولحسرتي على عمر مصر تلك التي تغنى بها الشعراء. كعبة الأوطان التي أضعتها واستنزفت هيبتها لمصلحة أهوائك الشخصية وهيبتك الملكية التي هي أغلى ما يمكن أن يملكها أي قائد عربي .. لمصر في داخلي حب كبير .. ولقوة الشعب المصري أصداء بعيدة  تشعرني بقشعريرة في أعماقي .. كان عليك أن تعطي أهمية كبيرة لهذه الطاقة التي كبرت تحت تربيتك بانفعال شديد .. وانفجرت بفضل قمعيتك لتهز أركان عرشك وتسقطك .. هوى قبلك قادة ورؤساء وجبابرة .. لكنك وحدك الذي سقطت على سرير منهار الأعصاب .. هل  شعرت الأن بعد كل ذاك الترف بالذل الذي أسخيت به على شعب مصر العظيم ؟؟

 
2 تعليقان

Posted by في 2 جوان 2012 بوصة Uncategorized

 

السماء تصنع الأمل ..

الجو بارد وجاف .. وهذه الليالي تمضي سريعا .. إنها مسقط التي تحتفي بالغرباء .. وتهضم الجمال والأمنيات..
قبل أيام كنت أحفر لوحة السماء في ذاكرتي .. هنا “بنات نعش” وهناك يظهر سهيل اليماني .. وهنا تمر الثريا في موسم ظهورها السنوي، وفي تلك الزوايا تختبئ السهى .. هناك النجمة الأم وجارتها وابنهما .. والزهرة يبقى ثابتا هناك في مكانه لا يتغير إلا بدرجات ميل بسيطة طوال العام.. وتلك النجمات تسرق مساحة كبيرة من السماء لتشكل رسم نجمة “العقرب” التي التهمت أبناءها ….. كم أنتِ زاخرة أيتها السمــاء!

في مسقط لا متسع للنجوم . ليس إلا سماء تحتفي بالتكنولوجيا .. وصناعة عصافير عملاقة تشق طريقها بإزعاج عبر الفضاء .. عصافير ضخمة تحمل رؤوسًا وأحلاما وأمنيات.. وفوتوشوب أيضا ..

مسقط التي يشحبها الهدوء وترهبها الوحدة ..لا متسع فيها للحياة البروليتارية .. ليس إلا آمالا باهظة الثمن .. وأقنعة كثيرة..
كنت أرقب الثريا هناك .. على تلك الرمال الناعمة .. في ليالي الصيف .. سبع نجمات جميلة كدبوس فاخر يزين صدر السماء .. ذكرها هوميروس في الأوديسة .. وحضرت في الإنجيل …
رويت فيها كثير من القصص والأساطير .. قيل إن نجماتها أطفال كانوا يلعبون مع بعضهم على أحد الشطآن .. يلعبون دون توقف .. يرتفعون رويدا رويدا إلى السماء .. يواصلون اللعب وهم يصعدون .. من كان منهم ينظر للأسفل ويخاف يسقط .. في حين أن البقية يواصلون الصعود .. تعلقوا بالسماء نجمة صار اسمها الثريا .. فصوصها أطفال وسر جمالها لعب وحبور ..!

لدينا ترمز الثريا للانتظار .. للحب والوفاء .. في بيئتنا تداولوا أن الحسناء الثريا تزوجت برجل رائع اسمه سهيل اليماني .. وكانت له زوجة أخرى اسمها “العقرب” .. كان سهيل كثير السفر والترحال .. يطيل الغياب .. في إحدى سنوات الجوع وفي غياب سهيل قررت العقرب لشدة الجوع أن تقتات أبناءها وتقتسم حصة منهم مع الثريا بشرط أن تقسم الثريا أبناءها أيضا مع العقرب بدور تبادلي .. فمرة تكون الوجبة أحد أبناء العقرب ومرة أحد أبناء الثريا …

مرت الأيام ..وظلت فيها الثريا تستغني عن حصتها من أبناء العقرب .. تخبئها وترسلها للعقرب حين يجيء دور التهام أحد أبناء الثريا .. وهكذا حتى قضت العقرب على كل أبناءها في حين كانت الثريا حريصة على إخفاء أولادها عن أعين العقرب فتجهز عليهم ..

عاد سهيل أخيرا .. بعد طول انتظار ومشقة .. سأل عن زوجتيه .. أخبرته العقرب أن أبناءهما قتلهم الجوع ولم ينفذوا مما مر بهم من القحط .. لكنها فوجئت برد الثريا .. احتفظت بهم رغم الألم … رغم الخوف والجوع .. هذه هي الأمومة التي كان على العقرب أن تعيها جيدا قبل أن تفكر في التهام أبناءها …

أعجب سهيل بوفاء الثريا رغم تقصيره .. رفعها فصارت نجمة رائعة تتجه إليها عيون الصادقين .. وداس العقرب فصارت حشرة صغيرة مؤذية على الأرض ..

ظلت الثريا حتى اليوم رمزا للبشرى والتفاؤل .. رمزا للحب والوفاء … وظل سهيل غائبا بعيدا يرقب وفاء الثريا من أقصى الجنوب ..
الجميل في الأسطورة أن ثمة شبكة عملاقة من النجوم ترسم شكل العقرب بتفاصيلها آخذة مساحة كبيرة من السماء لتحفظ عمر الأسطورة …

لكن كل هذا الجمال مفقود من سمائك يا مسقط …. رغم كل الحب فـ حتى فضاؤك شاحب مترع بالوهم وأشياء أخرى …

من قلبي لك كل الحب يا مسقط

 
التعليقات على السماء تصنع الأمل .. مغلقة

Posted by في 20 فيفري 2012 بوصة Uncategorized

 

فندق السعادة

في هذه التدوينة أحببت أن أحتفظ ببعض التفاصيل اللتي يشغل بها بعض الكُتاب وقتهم لتأليف كتبهم في موضوعات مهمة .. أقصد هذه المرة كتاب ضحكت كثيرا وأنا أقرؤه في الوقت الذي أغضبتني كثير من المواقف التي سردت فيه والأفكار السيئة التي بُثت من خلاله..
فالكتاب: فندق السعادة (حكايات من عراق صدام حسين)
والمؤلف: جليل العطية..

والناشر: دار الحكمة، بيروت، الطبعة الأولى 1993م.

كمن ينثر السم بين ثنايا السطور كان مؤلف هذا الكتاب ,, عراقي انتمى إلى حزب البعث وهو ذات الحزب الذي ترأسه صدام في فترة حكمه، انضم جليل العطية إلى البعث في عام 1956م ولغاية 1968م بعد اعتقاله في قصر النهاية الذي أطلق عليه فندق السعادة من باب السخرية والاستهزاء، وهو عنوان هذا الكتاب، يوصف المؤلف بأنه أحد المثقفين الذين تصدوا للدكتاتورية والتسلط بشجاعة وتجرد، ويرمز للدكتاتورية والتسلط “صدام حسين المجيد”!

هذا الكتاب عبارة عن مختارات من مقالات كتبها جليل العطية في عدد من الصحف المعارضة منها صحيفة “الوفاق” حول قصر النهاية أو “مدرسة الإجرام” كما ينعته الكاتب .. هذا السجن الذي أشرف على إنشاءه صدام حسين شخصيا منذ عام 1968م. وصف الكاتب صدام وعائلته بعصابة مافيا أودت بالعراق جريحا ويحكي روايته بعد تولي صدام المجيد حكم العراق متبعا روايته بعبارة “وهكذا بدأت حمامات الدم ولم تنته إلى اليوم”!

يتحدث المؤلف في مقدمته عن حزنه العميق إثر تلقيه خبر غزو صدام حسين للكويت ومرارة تلك الثلاث سنوات التي تفاجأ فيها بتهور صدام ليقتحم دولة شقيقة كالكويت”، واعتبرها بداية لدمار الكويت والعراق معا.. بدأ مقاله الأول الذي كان معنونا بـ “مدرسة القصر” بحديثه حول وجود مدرستين في العراق، الأولى منهما هي مدرسة صدام وتملك السلطة التشريعية والتنفيذية، والثانية هي مدرسة “عفلق” وهي المدرسة الروحية التي لا تملك أية سلطات سوى أن تبارك أعمال المدرسة الأولى كما يقول المؤلف في وصفها، ومقر مدرسة صدام هو قصر النهاية الذي اتخذ مفرا للتعذيب وتصفية المعارضين، وقد سمي بقصر لانهاية لأنه شهد نهاية الأسرة الملكية الهاشمية عام 1958م، ومن بعدها استثمر في مجموعة من الأشياء كان من بينها مجال السياحة والسجون. تولى إدارة هذا السجن مجموعة من أفراد “عصابة المافيا” التي أسسها صدام كما يسميهم العطية، فمنهم عدي وقصي أبناء صدام، وحسين كامل زوج ابنته رغد، وعلي الكيمياوي حسن المجيد وزير دفاعه وغيرهم مثل وزير الداخلية ورئيس جهاز المخابرات ممن “أداروا قارب صدام المثقوب”.

المقالة التالية “مدرسة الأشرار”: يعيد المؤلف حديثه عن مدرسة صدام التي يقول عنها أنها “سرية” وأن عدد طلابها كثير جدا ويعزو ذلك إلى أنها تفتح أبوابها لطلابها “24 ساعة”! ويقول إن من يتولى إدارة هذه المدرسة سبعاوي إبراهيم الحسن المجيد الأخ غير الشقيق لصدام حسين، وأن هناك من أمثاله من عصابة المافيا التابعة لصدام ممن تولوا إدارة هذه المدرسة؛ فأولهم الزعيم صدام الغني عن التعريف فهو “القائد الضرورة”، وبرزان التكريتي الأخ غير الشقيق للقائد المجيد، ويقول عنه المؤلف أنه حينما حدث خلاف عائلي أثناء إدارته للمدرسة أبعد عنها إلى جنيف للإشراف على “الشبكة الإرهابية التي يديرها الجهاز خارج العراق، وللإشراف على الأرصدة الضخمة السرية التي يملكها صاحب المدرسة”، ثم فاضل البراك الذي كان يعمل مستشارا أمنيا لدى صدام ثم صفي “لأسباب مجهولة”، وكذلك علي حسن المجيد الذي اشتهر بمجزرة “حلبجة” التي راح ضحيتها الآلاف، وغيرهم إلى أن اختاروا بالإجماع ذات يوم “خير الله طلفاح مسلط” كأب روحي لهذه المدرسة بوصفه أكبرهم سنا وأكثرهم تجربة، الذي يلقبه الشعب بـ “حرامي بغداد وضواحيها”!.

مقال ثالث كان بعنوان “حلم”، روى فيه صاحب الكتاب عن استبدادية استخبارات صدام التي صادرت حتى أحلام الناس “فعلا”، ويذكر قصة أحد الرجال الذين كانوا يرتادون أحد المقاهي التي يحب رجال الأدب والفن أن يرتادها، فقد سمعه أحد الجواسيس يروي حلمه لأصدقائه عن انقلاب حدث بالعراق كان هو قد شارك فيه – بالحلم طبعا- تبعه تعيين رئيس جديد للعراق، ولم تلبث هذه الاستخبارات حتى حملته إلى قصر النهاية للتعذيب والسجن، فأصبح يعاني من العزلة والعقدة النفسية ضد المقاهي، بالإضافة إلى الأرق خوفا من تعرضه “لحلم انقلابي”!!

مقال ساخر آخر يسمى “ذبابة”: لا أعلم إن كان هذا المقال للسخرية فقط أم إنه حدث فعلا، فهو يتحدث عن المقابلة التي أجراها التلفزيون الفرنسي عبر البعثة التي أرسلها إلى صدام في عام 1991م في فترة حرب الكويت، وأثناء تلك المقابلة ظهرت ذبابة حطت على وجه صدام شخصيا ورفضت الابتعاد عنه رغم جهود الأخير لإبعادها، فأمر بعد تلك المقابلة بالقبض على تلك الحشرة وفحصها من كل من وزير الصحة ومسؤول الطاقة الذرية لروية ما إذا كانت تحمل إشعاعات ذرية، للوقوف على سبب مجيئها ومن أي جهة أتت وما سبب مجيها؟ فاعتُقلت في ملجأ خاص لأنها عرضت (العراق العظيم) للخطر، وفي نهاية المطاف تبين أنها قدمت من حديقة حيوان بالكويت نُهبت حيواناتها أثناء الحرب!!

وهناك عدد كبير من المقالات التي كتبها المؤلف بهيئة قصص قصيرة جدا يتحدث فيها عن بعض أفاد الشعب العراقي بكل طبقاته (امرأة وحاج وصبي…) يرسم تفاصيل أحد أيامهم البائسة التي عاشوها في ظل “بطل القادسية صدام”ً، وكان العامل المشترك في كل القصص “زوار الفجر” الذين يأخذون أبناء الشعب العراقي في ساعات الفجر الأولى ومن بعدها لا يعودون أبدا، وكانت معظم أسباب هذا الاعتقال في عدد لا بأس به من المقالات هو “النكت”!
وإذا أحببت أن أعبر عن بعض رأيي في أسلوب صاحب الكتاب فإن المؤلف عزا في أحد المواقف التي ذكرها سبب إبعاد برزان الأخ غير الشقيق لصدام إلى جنيف بسبب خلاف عائلي “للإشراف على الأرصدة الضخمة السرية التي يملكها صاحب المدرسة”؛ فكيف لصدام حسين أن يأتمن على أرصدته إن كان كلام المؤلف دقيقا ومثبتا، بين يدي أخيه الذي أبعده عنه لمشاكل عائليه حدثت بينهم فيعطيه الأمانة فجأة في أوج خلافهم على تلك الأرصدة الضخمة! الأسباب والمسببات التي وضعها المؤلف ليست منطقية ولا تتناسق أبدا في ذهن القارئ غير المُطلع على تاريخ صدام، فكيف بالمُطلع؟

مما لاحظت من خلال قراءتي لمقالات هذا الكتاب أن الكاتب ليس كما قيل عنه في مقدمة الناشر للكتاب، فهو يصب جام غضبه على صدام وحكمه دون أي اعتبار لمنطقية القارئ، أتى به بأسلوب فكاهي في أحيانٍ كثيرة ليخبر القارئ بأنه لا يروي قصصه عن غضب إنما بكل موضوعية ومنطقية ومما يعرفه من تفاصيل، وفي كثير منها يروي تفاصيل رغم إنه ليس حتى في قلب الحدث، فكيف له أن يلقي بتهمه المبنية على تفسيرات ليس لها ما يثبت أحداثها؟

أنا لا أعيب فيه السخرية، فهذا أسلوب شخصي لا أملك أن آخذه عليه.. ولكن أن يكون كل الكتاب بما يحمله من (276) -صفحة حسب النسخة المتوفرة لدي- جميعها محط سخرية واستهزاء عن قائد مثل صدام حسين دون ذكر أي إيجابية صغيـرة لقيادة صدام فهذا شيء يبعث الريبة في نفس القارئ حول مصداقية الكاتب ويبعث في النفس تحفظا على أخذ المعلومة منه..

 
التعليقات على فندق السعادة مغلقة

Posted by في 10 جانفي 2012 بوصة Uncategorized

 

أزمَةُ العَرب ومسْتقبلهم .. هيكل

كتاب: “أزمة العرب ومستقبلهم”؛ لمحمد حسنين هيكل، هو عبارة عن محاضرة ألقاها السيد هيكل أمام جمهور كبير جدا في إحدى قاعات متحف “جيميه” بالعاصمة الفرنسية عام 1995م، وذلك في دعوة وُجهت له في الحديث عن أحوال العالم العربي وظروفه. وكعادت هيكل في الحديث .. بدأ بأسلوب يتضح فيه كثير من الذوق والرقي في حديثه عن باريس التي قال إنها قلب عالم الفكر والمعرفة التي عرفت لدى العرب منذ زمن بعيد، خاصة بعد تلك الرحلة التاريخية بالنسبة للعرب التي قام بها الشيخ الأزهري رفاعة رافع الطهطاوي في عهد محمد علي باشا ليعود بكتابه الشهير المعروف “بتخليص الإبريز في تلخيص باريز”، وكون باريس تعد بمثابة الذاكرة الحية التي مرت عليها كثير من التجارب الكبيرة التي استلهمت منها بعض ملامح الأزمة العربية كالحرب العالمية الثانية، ففرنسا ككل بلاد اجتمعت فيها عوامل التنوير الفكري والتقدم الاقتصادي والتوازن الاجتماعي والرشد السياسي بفعل المسار التاريخي الذي مرت يه.

بدأ بعدها هيكل الحديث عن أزمة العرب التي قرر العرب أن يعيشوها منذ زمن ليستمروا بها حتى اليوم في ظل تلك الأحداث التي هُيئت لنمو هذه الأزمة..فقد اعتبرها قصة إنسانية يتزعم بطولتها عاملان كان لهما أكبر الأثر في تطورها، عامل خارجي وآخر داخلي،وسأتطرق للخارجي هنا… فهو يتمثل في أربعة مشاهد سألخصها كما أوردها صاحب الكتاب:

المشهد الأول: وهو مشروع محمد علي باشا لبناء دولة عصرية في مصر والشام، ومحاولته الجادة في تحسين المستوى المعيشي للشعب من النواحي التعليمية والصحية وابتعاث الطلاب للبلاد الأوروبية، ولكن تحالفات الدول الأوروبية (بريطانيا والنمسا بالإضافة إلى وروسيا وبروسيا التي كانت تعارض قيام دولة عربية قادرة على الحكم والإدارة مزقته بقوة السلاح ونتجت عنه توقيع معاهدة لندن عام 1840م.

المشهد الثاني: وهو المشروع التنويري في عصر إسماعيل باشا الذي جنى فيه بشائر التعليم والعمران وإنشاء صحافة عربية جادة، وقد انتهى بفعل الغزو البريطاني سنة 1882م.

المشهد الثالث: وهو التجربة التي أعقبت ثورة 1919م في مصر، التي ضربت بكتيبة دبابات بريطانية أحاطت بقصر عابدين وأعيد منها تشكيل الوزارة، ثم جاءت الضربة القاضية لهذه التجربة عندما أقيمت دولة إسرائيل……

المشهد الرابع: هو المشروع القومي لجمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو 1952م، التي تعرضت لمحاولات سبق الترصد والإصرار، فمرة في السويس سنة 1956، وفي دمشق سنة 1961، وجاءت الثالثة التي تكللت بالنجاح عام 1967.. “وكان الجرح غائرا” جـــــداً..

يؤكد السيد هيكل على قناعته بهذه المشاهد التي لم تكن مجرد مصادفات “فالعقل يعلمنا حين تتكرر الظواهر أن في الأمر ما هو أكثر من مصادفة”!

ورغم كل ما مرت به أمتنا العربية استطاعت على مر الزمن أن تُراكم بعض التعزيزات التي أثرت الواقع العربي وخففت شيئا من جراحه؛ فمنذ مشروع محمد علي باشا وحتى مشروع جمال عبد الناصر تراكمت كثير من مكتسبات التطور التعليمي للأمة ونموها الفكري والاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى اتصالها بالعالم من حولها، وتماشيها مع متطلبات العصر .. فظهرت براميل البترول وأخذت لها مكانة تنموية مهمة لا يستطيع أحد أن ينكرها أو أن يتجاهلها، وتمكنت من أن تحشد تحالفات دولية وعالمية تضمن لها مكانها على بقعة جيدة من هذا العالم. وهكذا جاءت حرب أكتوبر 1973 بين مصر وسوريا من جانب وإسرائيل من الجانب الآخر؛ وكانت نتائجها فرصة جيدة لعلاج الأزمة العربية وتعقيداتها الشديدة، ومنحنى مؤثرا في حياة العرب، فقد اقتربوا من ميلاد عصر جديد لحياتهم يتكلل بالنصر والعزة لولا تدخل بعض القوى الخارجية وانصياع القوى الداخلية لمطالبهم.

مر بعدها العالم العربي بكثير من التشوهات التي أفسدت جزءا كبيرا من تاريخه كحرب لبنان الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاما، وحرب إيران والعراق التي استنزفت ثمان سنوات أخرى بتحفيز من قوى ذات مصالح في استمرارية هذه الحرب ليخرج كلا الطرفين بهزائم وخسائر عظيمة، وغزو الكويت بدعوى وحدة التراب العراقي ثم حرب الخليج الثانية وتصفية العراق الذي كان هدفا رئيسا لإسرائيل؛ وللأسف أصبح بعد ذلك مطلبا عربيا كذلك، هذا فضلا عن المشهد الفلسطيني الدامي وتبجح إسرائيل المستمر.. الذي عقبه مؤتمر مدريد الذي قيل عنه إنه مؤتمر سلام وكان برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وعنايتها بكلا الأطراف (ظاهريا)، وعقبته اتفاقية أوسلو التي قتلت كثير من الآمال في حل أزمة العرب…

أنهى السيد هيكل بذلك حديثه عن جذور الأزمة وتراكماتها التاريخية وبدأ في التنبؤ بمستقبلها من رؤية تحليلية خاصة؛ فهو لا يتوقع حلا سهلا لها في ظل التعقيدات التي تجاوزت مسألة إيجاد بدائل وحلول لها، وهو لا يتوقع حلا عريبا شاملا للأزمة لأن العالم العربي أصبح بيئة تكيفت فيه مجموعة من الأزمات يصعب التعامل معها، حتى من يقول إن الإسلام هو الحل، فهيكل يعارض ذلك كون العنف الإسلامي أصبح طابعا شائعا للنزاعات الداخلية والخارجية بالنسبة للوطن العربي؛ فالحالة الإسلامية تمارس العنف في طوائف خاصة ويمارس عليها، وكل البدائل الموضوعة لا تقدم حلا سهلا وسريعا وقريبا لأزمة العرب.

ويصل محمد حسنين هيكل من حديثه حول هذا الموضوع بأننا نحن في العالم العربي نعيش أزمة عنيفة ومركبة من صنعنا ومن صنع غيرنا ومن صنع عالمنا وعصرنا، والحل ليس معلقا برأي أحد ولا برؤيته، “فحلول المعضلات تحتاج لاستمرار الاحتكاك بين الحقائق والظروف، وبين الواقع والمطلوب حتى تظهر بارقة”.

 
التعليقات على أزمَةُ العَرب ومسْتقبلهم .. هيكل مغلقة

Posted by في 6 جانفي 2012 بوصة Uncategorized

 

حبيبي بدّو القمر !

في إحدى بلاد الملح تزيد قوة الجاذبية الأرضية عن 10g .. كما كنا نعوض عنها في المعادلات الفيزيائية بالمنهج المدرسي .. يبدو أن حركة النوارس التي ازدهرت مؤخرا لم ترضي البحار الزرقاء التي غارت على شطآنها من فسحة السماء …

النوارس الجميلة لا يجب أن تحلق بعيدا .. هكذا قررت الصخور المستلقية على شطآن البحر العظيم .. وبموافقة الأمواج الخائفة من غضب السماء .. كانت النوارس حينها مأخوذة بجمال أجنحتها المفرودة في الفراغ الواسع هناك … منتشية باللا نهاية من السماء .. تحلق بعيدا .. تشعر بالجوع .. تقرر العودة .. تبحث عن سارية سفينة تحط عليها .. أو حطام قارب مزقت أحشاءه الصخور ..

ترفض السماء ابتعاد النوارس عن صدرها .. تتمتم .. أغيري ما بدا لكِ أن تغيري .. فقد طال احتباسك في ضميري …

تمر لحظات .. تسقط الشباك الثقيلة على رأس النوارس الجائعة .. بعد يأس الصياد من قدرته على الحصول على سمكة ..

تحزن السماء .. وتحزن الصخور …

وتبكي البحار ..

النوارس ذهبت بعيدأ ….
…..

أحدهم يعاني من السمنة المفرطة … ضاق ذرعا بنفسه .. لم يعد يشتهي ما يحب .. كل الأشياء المتاحة مقززة .. “يجب أن أفعل شيئا” يقرر في نفسه …

لابد .. فالجميلة تنتظر ..

تمر اللحظات .. يجد نفسه بجثته العظيمة وقامته القصيرة أمام أحد المعاهد المتخصصة للحصول على القوام الصحي المنحوت .. الذي ظل صاحبنا يحلم به لدقائق أمام باب المعهد .. يدهشه منظره رشيقا للغاية في الحلم .. يعتزم الدخول … يبدأ البرنامج .. خطة غذائية .. لاطعام ممنوع .. كل ماشئت ولكن بقدر .. تعجبه الاستراتيجية .. فيقرر أن يكمل ..

مرت شهور .. الوزن لم ينقص إلا عدة كيلو جرامات .. والكرش تتقدم صاحبها بعشرات السنتيمترات … الجميلة تنتظر امام الباب .. والباب غير موصود ..

يصب اللعنات .. ياللقرف!

يقرأ في إحدى كتب أخيه الصغير .. الجاذبية في القمر أقل بـ 6 مرات من الجاذبية الأرضية … يا للسماء !

يفتح الجريدة الصباحية .. يفتشها كل يوم .. يبحث عن جميلةعلى القمر ….

ويصب لعنته على نيوتن!
..

 
2 تعليقان

Posted by في 9 أكتوبر 2011 بوصة Uncategorized

 

هـل حُسِـم الأمر؟؟

ليلة الفتح 22 رمضان / آب … الأسود يتوسط اللونين الأحمر والأخضر .. وهلال ونجمة .. ووليمة للعشاء الأخير ..
مشهد السيارات التي تطأ صورة القذافي الكبيرة الذي تعب كثيرا في اختيار الزي المناسب والشعار الأنسب الذي يتصدر به زيه …والمشهد الراقص المأخوذ بنشوة الفرح .. أسطورة النصر .. سقطت طرابلس .. سقطت طرابلس ..
سقطت آخر حصون “معمر” .. سقطت طرابلس..

إنهم أبناء ثورة الـ 17 فبراير .. سألهم القذافي يوما: من أنتم؟ اليوم تمت الإجابة يا معمر.. كان يجب أن تعرف ماذا تقول … ومتى ينبغي أن تصرخ بالوعيد والتهديد.. الليلة ليبيا لن تنام .. إنه مخاض الولادة الجديدة من رحم المستحيل .. ظهرت ليبيا أخرى .. لا أستطيع أن أصفها بالجديدة لأنني لا أظن أن الأمر قد حسم .. بل هذه مجرد مشاهد افتتاحية لمسرحية مكررة على خشبة عربية سابقة … وما أصدق المشاهد المكررة حينما تأتي بعد جهد واستنزاف تكرير.. هذه على الأقل رؤية شريحة عربية كبيرة بعد ما حدث ليلة أمس من أحداث رصدتها تحليلات “الفيسبوكيون الجدد”.

كمقدمة جيدة للسيناريو تحث الخارجية الأمريكية المجلس الانتقالي الليبي للإعداد “جيدا” لمرحلة ما بعد القذافي .. مجرد مسوغ لإظهار بعض الاهتمام .. وكلنا نعلم مدى ذوق الولايات المتحدة وحنانها الدائم على الشعوب العربية … فهي تتطلع لتحقيق الديمقراطية على الأرض الليبية الجديدة .. لكنهم يعلمون أيضا أن المجلس الانتقالي المذكور يحتاج لبعض المساعدة فهو لا يستطيع الاعتناء بشكل مناسب بمستقبل ليبيا .. وقد تظهر لديه بعض الإشكاليات التي تحتاج لطبطبة غربية لتحقيق أكبر قدر من نتائج إقصاء القذافي بعد ليلة تاريخية حافلة .. يلحقها تصريح من حلف شمال الأطلسي وبنص مباشر: “مستعدون للتعاون مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي” .. أظن أن القضية أكبر من مجرد إبداء استعداد .. إنه يتجاوز ذلك لنوايا مبيته لرضع الأرض الليبية الغنية بالثروة البترولية .. مع الانتباه إلى سيلان لعابـ هم لـ لذة مذاق الذهب الأسود.. وهو المسوغ الأكبر لتورط الناتو بدخول الحرب الليبية إلى جانب الثوار .. فموقفهم ليس رفعا للظلم كما يظهر … لأن الظلم يغطي مساحات كبيرة من العالم العربي والإسلامي وخارجه ولم يتحرك ضمير الناتو..

كثير من المشاهد تتوالى نستطيع تفسيرها بناءً على نظرية المؤامرة التي وضعها بعض المفكرون والتي يعيبها علينا البعض الآخر لعدم جدواها أو لأنه يظهر أن متبنّيها من أصحاب النفوس المريضة .. ولا بأس لدي أن أكون أحدهم إذا كنت قادرة على استقراء المواقف بطريقة واعية خالية من الذوق الغربي وإتيكيت المجاملة الفاشلة التي لن تصنع رأيا سوى اتقاء شر ما قد تستفزه بعض الآراء المناهضة .. في الوقت الذي ما تزال فيه قناة الجزيرة الفضائية تعيد بث الخبر العاجل منذ ساعات حول استعداد الناتو لتقديم المساعدة التي سيُطلق عليها بعد قليل بـ “الانسانية” ….

كان هناك اتصال هاتفي مع محمد كريشان على “الجزيرة” الفضائية من محمد القذافي النجل الأكبر للعقيد القذافي من زوجته الأولى ” فتحية نوري خالد” .. وقد تحدث عن ضرورة مراعاة الحكمة و التروي والوصول إلى حالة من الحوار للسيطرة على الوضع .. وأشار إلى عدم رضاه عن قرارات والده لكنه كما نعلم جميعا لا يملك من الأمر شيئا .. كانت كلماته مليئة بالأسف .. ما أثار الرعب في نفسي .. ونفوس المتابعين هو أصوات الطلقات النارية التي سمعناها أثناء تلك المحادثة الهاتفية .. تبين أنها من داخل منزل محمد القذافي الذي يشترك فيه مع والدته وزوجه وأبناءه .. ظهرت علامات الرعب على صوت المتحدث ونطق الشهادتين … تقطع الإرسال ثم انتهت المكالمة دون أن نطمئن على سلامة القذافي الابن.. وجدت ع حائط الجزيرة الفيسبوكي فيما بعد أنه بخير ..ولم تقدم تفسيرا لطلقات النار التي سمعها المشاهدون والتي تكررت في الاتصال الهاتفي الثاني لنجل القذافي الأكبر رغم انقطاع الاتصال مرة أخرى!

أريد أن أذكر أن العقيد القذافي –كما يعرف الجميع- لا يتناسب شخصه مع مقاييس الشخصية السياسية .. انعدام الرزانة والهيبة .. حب السيطرة والتحكم .. السخرية اللاذعة .. إثارة الجدل .. لكني سأتحفظ على المنطقية .. لأنه طبقها في هدفه نحو قيام دولة عربية موحدة … رجل كرس حياته السياسية لهذا الهدف لا يجب أن يكون بهذا الجنون .. القائد الذي يرهقه حلم الوحدة والاندماج الدولي العربي يجب أن يكون مختلفا … حتى قضية “إسراطين” التي دعا إليها تبدو لي منطقية جدا رغم أني لست من محبذيها .. وهي فكرة قيام دولة إسرائيل جنبا إلى جنب مع دولة فلسطين بشرط عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم.. ألا يبدو لكم هذا الكلام منطقيا إلى درجة كبيرة ؟؟ أليست هذه الآن هي المطالب الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي …
لكن الآن لن تنفعنا الكلمات ولا الانتقادات فقد سقط نظام القذافي .. تهاوى في المشهد الأخير ..لكنه قرر أن الستار لن يسدل قريبا .. فكثير من التفاصيل ستأتي لاحقا .. سواء غدا أ بعد عشرين سنة … المهم أن النظام القذافي قد انتهى…

 
التعليقات على هـل حُسِـم الأمر؟؟ مغلقة

Posted by في 22 أوت 2011 بوصة Uncategorized

 

سِياسَةُ الإلْهَــــاء ..

ربما هذه أقل صورة من الممكن نقلها عن الشعب الأمريكي المغيب عن الأحداث العالمية على مختلف الميادين … إنهم واثقون أنهم الأفضل .. وسواهم مجرد شعوب غير مستقرة أو تعاني من مشاكل مالية وقبليةوما إلى ذلك …
إنها حنكة السادة في إلهاء الشعب عن ما يجب أن يفقهوه .. فتوفير الملاهي والمقاهي والجوائز والكلاب والجنـس والمأكولات البحرية .. هو الهدف الأول قبل الاعتناء بالسياسة الخارجية ومداعبة الشرق الأوسط.. إنها عملية حشو كل ثقوب الفراغ التي من الممكن أن تدفع المواطن الأمريكي للحصول إلى معلومات قد تضر أمن الدولة !!

إنهم يدركون حقا قوة الشعوب !!

 
التعليقات على سِياسَةُ الإلْهَــــاء .. مغلقة

Posted by في 24 جويلية 2011 بوصة Uncategorized

 

مـا هي الحُرِيَّــة التِي يَقْصـدون ؟؟

“إنها الحرية .. نحن طلاب الحريّة .. لم نعد نريد وصايا من أحد .. الأجداد كاذبون والآباء منافقون .. والوعّاظ مرتزقة .. والشعارات تجارة .. والمبادئ سلالم وصول .. كفى.. لا نريد من أحد أن يعلمنا الأدب ولا دخول الحمام ولا قص الأظافر .. نحن أحرار .. أحرار …….”

جرت هذه الكلمات على لسان أحد أبناء الضابط الإنجليزي حينما رجع إلى بيته بعد عشرين سنة من الخدمة العسكرية، ووجد كل تلك الأفكار تعشش بأدمغة أبناءه الذين اتخذوا من الحرية فلسفة مطلقة لكل أفكارهم … إنها مجرد مسرحية تم تأديتها على إحدى خشبات مسارح لندن … لكنها كانت ثقيلة جدا … مشحونة بالعبر والحكم..

لقد بدأت الأفكار تتشكل منذ زمن حول المكتسبات التي يملكها كل فرد يملك حق العيش على هذه الأرض، كانت هناك الحروب والاعتقالات والمسؤوليات والسياسات المتنوعة التي شكلت بنفسها حدودا لكل تلك المكتسبات التي يظن كل شخص في نفسه بامتلاكه المطلق لها.
إن الحرية أهم كل تلك المكتسبات التي يسعى إليها كل فرد ويحدث نفسه بشأنها كثيرا، هناك أعداد غفيرة منهم ماتوا بحثا عنها، وأشخاص أرهقهم التفكير حول حدودها الهلامية .. وعالم ضاعت خريطته غريقة بفيضانات الحرية المشؤومة..

فكرت أنه من المهم أن نتعرض لأفكار بعضهم حول مفهوم الحرية، ولا بأس أن نستوعب رؤاهم حول هذا الموضوع، لكنني أجد أننا نختلف عنهم بأشياء تميزنا وتميز مفاهيمنا ومن ثم يجب أن تختلف رؤيتنا حول القيم المطلقة في هذا الكون وأولها الحرية..
يقول جون لوك في رسمه لمفهوم الحرية بأنها التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية اتخاذ القرارات الشخصية والقرارات بشأن الملكية الخاصة بدون قيود، كما يريد الإنسان وبدون أن يطلب هذا الإنسان الحق من أحد، وبدون التبعية لإرادات ال”غير” أيضا. هذه هي الحرية بمفهومها العام.. وإنه ليعجبني حينما وضع هذا التعريف الـ”عام” لأنني أظن أنه لو دخل في تخصصاتها لاختلفنا كثيرا و لـ افترقنا في أفكارنا التي حددتها مبادئنا وعقائدنا .. التي أظن أنه لا يجب أن تمسها مشاعر الشغف بالحرية ..

لو بحثت عن معنى الحرية في القواميس والموسوعات واعتبرت تنوع ثقافات البلدان وتنوع الجغرافية الحقيقة لكل مساحات العالم لوجدت أن للحرية جناحان فقط لا يعرفان من أبجديات اللغة سوى الانطلاقة وممارسة الحياة بمختلف تفاصيلها بكل أريحية وجنون.. لذلك فإنه لا تغنينا إلا رؤيتنا الخاصة في تحديد تفاصيل الحرية التي يتحدثون عنها.. تلك التي سقطت من أجلها أمم وتجلجلت بسببها عروش ما كانت لتهتز ..
وهناك أسئلة كثيرة أحدث بها نفسي وأجد لها إجابات مختلفة .. متنوعة .. بتنوع الشخصية التي أنتحلها كلما وددت أن أجيب عليها….
نحن ماذا نريد؟ أية حرية تلك التي نعزو إليها بفشلنا ..

أية حرية نريد؟؟ بمعناها المطلق أم أن هناك ضوابط معينة ترسم معنى الحرية الذي يتناسب ومجتمعنا.. وديانتنا.. وهل بوجود تلك الضوابط والحدود تصبح الحرية “حرية”؟

أم أن للحرية معنى مطلق ذلك الذي لا نسعى إليه نحن؟؟؟ ومن ثم لا يحق لنا أن نشاركهم الحلم بها؟

وبوجود هذه الأفكار حول الحرية هل يصح لنا أن نطلب الحرية بالمقاس الذي نرسمه لها نحن مسبقاً؟؟

يقول مصطفى محمود في إحدى مقالاته التي جمعها في كتاب “الشيطان يحكم” إن الإنسان ابتكر الأعذار والمبررات الجاهزة للقتل، مثل الصراع الطبقي، وتغيير التاريخ، وإنقاذ الحرية… ثم يقول إن الحرية كانت دائما هي المخدر الأكبر؛ فالمدخن يدخن لأنه حر، ومدمن المخدرات حر، والذي يطلق أول رصاصة يطقها ليكون حرا.. ودائما الحرية هي أول ما تجهز عليه هذه الأسئلة .. ودائما الحرية هي الضحية… وهذا ما أسماه بحقيقة الجنون العام…

لذلك أنا مؤمنة بأن للحرية أبجديات مطلقة في حدود يجب أن نعتبرها .. حتى وإن رأى بعضهم أن تلك الحدود تُسقط مفهوم الحرية .. ليست الحرية أن نتحرر من الطقوس الدينية أو أن ننسلّ من واجباتنا تجاه من حولنا، الحرية في وطننا يجب أن تكون في حرية ممارسة تلك الطقوس دون أية قيود اضطهادية، الحرية أن أؤدي واجبي تجاه والديّ.. تجاه أسرتي.. تجاه وطني وأمتي دون أي عائق يؤخرني عن ذلك … الحرية أن أعرف كل حقوقي .. وأعرف بمقتضاها كل واجباتي .. أن أفكر .. أن أعمل .. أن أكتب .. أن أحلم .. أن أعيش بنكهتي الخاصة .. بما لا يمس هويتي .. وبما لا يسقط من شخصيتي ككل تلك الشخصيات التي سقطت وهي جذلة بخروجها إلى فضاء الحرية المطلق ..

سمعت كثيرا عن الحب المطلق.. قرأت عنه في “شباك وفيقة” للسياب .. وسمعت أقوالا كثيرة تلغي وجوده إلا من العالم المثالي… ولم أكن أهتم لها طبعا .. لكنني كنت أعرف أن الحرية المطلقة موجودة أيضا كالحب في هذا العالم غير المثالي .. وإني ألغي وجودها من تفكيري لأنني لا أحتاج “مطلقها” .. كذلك يجب أن نأخذ ما نريد ونترك للزمان البقية..

 
2 تعليقان

Posted by في 21 ماي 2011 بوصة Uncategorized

 

حينَما يكون المَسْؤول كــ القَانـون ….. ” أعْمَى”

دخلت مرة مكتبهُ بصحبة صديقتي ليوقع لها استمارة إضافة مادة دراسية إضافية بحجة أنها ستتأخر عاما كاملا إذا لم تسجلها الآن.. فكان رده: حسنا لنرى .. ولم لا تتأخرين عاما كاملا من أجل هذه المادة؟؟ سألها: لماذا تريدين الانتهاء من الدراسة وكأنكِ تودين التخلص من شيء مزعج؟؟.. ثم بأسلوب حنون: نحن نريدكم معنا.. نريد لكم الفائدة.. نريدكم أن تستثمروا أوقاتكم في الجامعة بدلا من المكوث في البيت لمجرد الانتهاء من الدراسة.. فكروا بالأفضل لفائدتكم!.. ورفض أن يوقع لها الورقة لعدم استيفائها الشروط.. وخرجنا ..

لقد كان لحديثه تأثير كبير في نفسي.. أعجبني منطقه في الحديث .. وأعجبتني ابتسامته ونبرته وهو يشرح لصديقتي مبرراته لعدم تمكنه من الإمضاء على ورقتها الخضراء التي هلكت من الانتظار ساعات أمام مكتبه.. وانتهت بسلة المهملات..

ما أجمل أن يكون الشخص هكذا .. بهذه اللباقة وهذا الأسلوب المنطقي اللطيف في الحديث.. بعد ذلك الموقف كنت دائما أتردد إلى مكتبه مع كل من أعرف أنها ستتوجه إليه.. لم يكن يعرفني.. كنت أكتفي بمراقبته والاستماع إليه وهو يحدث صديقاتي ويشجعهن على الحماسة في طلب العلم.. كنت أُصيخ السمع إليه بكل جوارحي…

تخرجت ولم أتمكن من دراسة مقرر واحد عنده.. وكنت آسَفُ على ذلك.. كم كنت أشعر بالغضب حينما أستمع إلى الفتيات وهن يسخرن منه ويهزأن من جديته في التعاطي مع الأمور. قدمت قبل عام ورقة عمل في الندوة الطلابية التي أقامها القسم على هامش المؤتمر الذي يقيمه كل عام.. رغم أني لم أكن ضمن الطلاب الذين سيقدمون تلك الورقة إلا أن أحد الدكاترة أمرني بتقديمها فجأة مع إحدى الزميلات التي شاركتني إعدادها.. وفعلت..

بعد نهاية الندوة أتى إليّ الدكتور صاحب المنطق اللطيف -وهو رئيس القسم المنظم للمؤتمر- وشكرني على جهدي بلباقة شديدة.. وكان لشكره تأثير كبير على نفسي.. وعلى مسيرتي العلمية التي تأججت كثيرا بعد هذه الندوة..

ما أجمل أن يكون المسؤول لطيفا.. يهتم بأمور من يقعون تحت مسؤوليته.. وما أجمل أن يرقى الرجال بالتواضع عند رقي مناصبهم…
بعدها بأشهر قدمت طلبا للالتحاق ببرنامج الماجستير في ذات القسم .. وكنت قد درست (24) ساعة معتمدة في إحدى التخصصات التي يطرحها القسم بالجامعة…

مضى عام .. قابلت بعده هذا الرجل بعد أدائي للاختبار الذي وضع ضمن المعايير التي تحدد الأفضلية للمستحقين للقبول في برنامج الماجستير.. رآني من بعيد وجاء ليلقي التحية ..وظننت أني ما زلت عالقة بذاكرته.. وبابتسامة كبيرة سألني : كيف حالك يا نور… وما أخبار عبير؟؟ “وينها”؟؟؟؟ ..

اكتشفت مباشرة أنه لا يقصدني.. واكتفيت بمجرد ابتسامة سترت بها دهشتي.. لكن زميلة ثرثارة بجانبي سألته: من نور يا دكتور.. أنت مخطئ.. هذه زميلتي … “رحمـة”!!!
ابتسم .. خجل.. واستأذن فانصرف..

علمت بعدها أن ثمة فتاة تدعى نور قدمت للالتحاق ببرنامج الماجستير بنفس التخصص الذي أريد.. وهي ابنة أحد المسؤولين الكبار في الدولة .. وكم كرهت ذلك الرجل يومها….

مرت الأيام وأعلنت النتائج.. لكن اسمي كان مفقودا.. ككل أيامي مفقود.. عرفت أنه لم يتم قبولي في برنامج الماجستير .. هاتفت رئيس القسم -الرجل المذكور- سألته عن السبب .. وبعدما سألني عن بعض تفاصيلي قال: كيف تتأملين أن يتم قبولك وأنتِ…… أنتِ……… و…………………

ومرت الكلمات كما مرت الابتسامات المزيفة قبل أيام.. وكما مرت خطيئة النفاق .. وككل تفاصيل الغش والسذاجة… مرت كلماته إلي عبر سماعة الهاتف.. سألته: هل هناك جدوى إذا ما قدمت طلبا كفرصة أخرى للنظر في أوراقي.. فأنا أظن أني اجتهدت .. أنا أستحق يا دكتور!
يرفع صوته: افعلي ماشئتِ أنا فرزت الأسماء بكل حيادية ومهنية ، لقد قبلنا 12 شخصا يستحقون الـ 12 مقعد المتوفرة……
ولكن: …….. “المتوفرة”؟؟؟

دكتور؟؟؟ 12 مقعد فقط ؟؟؟ وعدد المتقدمين 61؟؟ أليس هذا إجحافا في حقوقنا؟؟؟؟
ومرت كلمات أخرى………. “ليست كالكلمات”……..

إنني أعلم أن هؤلاء الـ 12 شخصا سيتم توزيعهم حسب شريعة القسم إلى 3 تخصصات بالقسم نفسه.. أي بواقع 4 طلاب في كل فصل.. فهل يعقل هذا الحديث؟؟؟؟

جامعتنا التي تشجع الحياة العلمية بكل تفاصيلها.. تتشبث بكل ما من شأنه أن يرفع من مكانة الجامعة في المجالات البحثية والفكرية بمختلف عناوينها.. الجامعة التي لا يأتي ذكرها إلا وتتوالى بعدها الإشادة بخطط الجامعة المتميزة في الاهتمام بالطالب وتسهيل مهمته في مشواره الدراسي.. أيعقل الآن أن ترفض طلاب يريدون إكمال دراستهم العليا بسبب “لاشيء”؟؟؟ وهي تعلم أنهم سيدرسون على نفقتهم الخاصة؟؟؟؟ ماذا سيضير المسؤولين؟؟ لماذا يحرموننا أحلامنا بقلة الإنسانية هذه!!

يقولون هذه هي القوانين.. ليس بيدنا الحل.. ماذا نفعل .. يجب أن نطبق القانون؟؟؟ إنه القانون الذي لا يُطبّق إلا علينا.. وإلا فأي قانون يضعه المسؤول ليموت ويموت أحفاده وتنقرض عائلته بأكملها والقانون هو القانون..مهترئ.. أعمى .. بلا بصرٍ ولا بصيرة.. القانون الذي يستغفل تجاوزات “الكبـار” ويستيقظ بكل سلطته أمام كل الفقراء أمثالنا…

…..

كم تمنيت لو كنت نور!

 
التعليقات على حينَما يكون المَسْؤول كــ القَانـون ….. ” أعْمَى” مغلقة

Posted by في 9 ماي 2011 بوصة Uncategorized

 

تَفاصيلٌ تَـرِنُ بِالذَاكِـــرة..

منذ أن تجلت فينا ملامح الامتياز ونحن نفكر في تحصيل الشهادة الجامعية بموازين أثقل بمختلف درجاتها العلمية، إنها النظام المتكامل لتزويد النفس بالثقة العلمية والفكرية والأخلاقية، وبها يثقل وزن الشهادة لا باسم العائلة ولا تاريخها… فكم من بحث أو دراسة أجريناها أثناء سنوات الدراسة؟ وكم كتابا قرأنا فيها؟ وكم قضية درسناها وناقشناها واختلفنا حول تفاصيلها؟ وكم مهمة أنجزناها بإتقان في مجال الأنشطة الطلابية؟ هذه هي معايير التحصيل في جامعة السلطان قابوس إلى جانب التحصيل العلمي… وهي المعايير المعمول بها في مجال الإجادة العلمية..

أعداد كبيرة ممن التحقوا بالجامعة أدركوا كنهها .. فاجتهدوا لاكتساب كثير من القيم والعادات خلال سنوات الدراسة، تعلموا الجلوس إلى الحلقات النقاشية، أتقنوا فن الإنصات وفن الحديث، وفن الحوار، توسعت مداركهم وبدأوا كل يوم يبحثون عن شيء جديد.. ويتابعون تطبيق فكرة ما بطريقة مميزة، تنافسوا في ميادين الإبداع، وشاركوا في مختلف المؤتمرات والملتقيات على مستوى السلطنة وخارجها.. تعلموا أن الجامعة ستكون مسرورة بأرواحهم بعد التخرج إذا أثبتوا حضورهم فيها، ففعلوا .. وفعلنا..

إنها المقدرة على استيعاب التفاصيل.. المقدرة على تخطيطها.. المقدرة على توزيعها وتنفيذها.. إنها الحياة بكل وجوهها في محيط الجامعة، أن نعرف كيف نلتهم الكتب بأدب وكيف نوفرها في أدمغتنا بلباقة واحترام.. أن نغرق في الحديث عن مستويات طالب العلم ومجالات التنافس ومحددات التفوق والإجادة، وأصبحنا اليوم بمقدرة على كيف صياغة المواصفات الجيدة للباحث عن عمل، بعد الخروج من محيط الدراسة بامتلاك مختلف المهارات والأفكار الإبداعية .. أن تأخذنا ملامح الحرم الجامعي وتستيقظ فينا شهوة طلب العلم مجددا .. تلك البذرة التي ميزتنا للانضمام للجامعة لإكمال درجة البكالوريوس، فنقرر إكمال درجة الماجستير بحضن الحرم الجامعي مرة أخرى، ونتابع منها رسم التفاصيل العابقة بنكهة الجمال..

إنها تلك الطرقات.. تلك التي تحكي تفاصيل قديمة ملامحها تتلاشى بين المباني والأضواء والأرصفة ونوافير الماء .. بين سكون الصيف وجمال الشتاء… بين كل التفاصيل .. نحن الذين ندرك ما معنى أن تكون طالبا للعلم قبل أن تكون طالبا للشهادة .. نحن الذين نعرف ما معنى أن تنجز مهمة بنتائج لا تقل عن “ممتازة” وفق ضوابط معينة لا تملك أن تحيد عنها .. إننا ننحن الذين نعلم.. أبناءك جامعة السلطان….

يسبقنا الوقت ويأخذنا السكون حينما تدق ساعة برج الجامعة على رأس كل ساعة.. نتذكر أن الوقت يمضي .. وتنطوي السنوات.. ويكبر “الصعايدة” .. ويبدأ التفكير فيما بعد التخرج .. وما بعد الجامعة.. وتستيقظ كل التفاصيل لترن من جديد….

 
التعليقات على تَفاصيلٌ تَـرِنُ بِالذَاكِـــرة.. مغلقة

Posted by في 5 ماي 2011 بوصة Uncategorized